هل كتبت امريكا خطباتنا؟

[/b]رغم ضجيج الحضارة الذي ينفث بالكثير يبقى الإسلام صفحة بيضاء عند أولئك الذين احتضوا تفاصيل الحياة النبوية بين قلوبهم المتعطشة إلى ريح الإيمان وقبعوا ليس اضطرارا في زاوية من زوايا الله يعانقون طيب اللقيا وحسن الضيافة الإلهيه حيث لا يوجد حب أرقى من حب المولى ... حتى الزمن ... تفاصيله وأبعادة يبقى غائبا في حضرة المولى ليس لأي شيء ولكن لان الروح تتحرر من جسد العبد ما لقي ربه ...أنها ألوهية الخالق الذي جل أن يوصل بجسد لامسته قذرات الدنيا وعلقت فيه بصمات السعي المترف نحو الحضيض .. الصلاة ...هي السبيل ... أي نعم ؟ السبيل للوصول إلى الكمال ، هي شيء لا يمكن أن نعرفه بجملة من الحركات والسكنات التي يقف فيها العبد أمام ربه والحقيقة أننا من أولئك الذين خدعوا من قبل من يسمون نفسهم ... بتلك التعاريف، فالصلاة ليست عبادة وحسب إنما هي معانقة الروح لروح الكمال ... حد النشوة والهذيان ... حد الجنون بجملة درجات الجنون فأنت عندما تجد من تحب قربك تاخذك جنيات الفرح وتعصف بروحك حتى تتشبع بكينونته امامك من ثم تجعل من ذاتك ماردا يطيع كل أمر يقدح به فاه ذلك الشخص وستفعل ما أمكنك وما لم يمكنك لأجل أن تحظى بوصله فكيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف بك أمام حضرة الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أنا لست مفتية أو صاحبة دين فالحقيقة تقال ، إنما طفلة وجدت نفسها في خضم معتقدات دينية لدين يدعى " بالإسلام " .. ومنذ نعومة أظافري التي لم تتجاوز السانتي متر في الطول كنت أحشى بأفعال وأقوال ما عهدت نفسي سأفهمها يوما ..." هذا حرام ! " " عيب" " عليك فعل هذا " ...الخ ومرت الأيام وأنا أحفظ كلمتين " حرام " و" مباح " رغم أنني والحق يقال لاأحفظ من ما يطبق عليه تلك الأمور فأنا طفلة خرجت من مشيمة مظلمة إلى دنيا مظلمة لا تعرف فيها غير " ماما " و " بابا " ..
لكن وصلت إلى مرحلة من التطور فأصبحت أعرف أربع كلمات " ماما" ، " بابا" ، " حرام " و "مباح " شيء يبهج الخاطر فعلا! ولكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــن! كان لتطوري نقلة نوعية أخرى فقد عرفت شيء آخر وهو شيء أقرب ما يكون بالفيصل الذي يفصل الغث عن السمين
" إن فعلتي كذا ستدخلين النار"؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الحقيقة لم أكن قد سمعت بهذه الإسطوانة من أسرتي إلا أن أطفال الحي حفظهم الله كانوا يمطرون علي بوابل من تلك العبارات إذا ما رفضت أن أشاركهم ألعابي أو طعامي ...أولئك الأطفال الأشقياء! ولكن ! من أين لأطفال لا يتجاوز حجم محفظتهم العقلية اللغوية حجم نملة كل هذه الحصيلة الدينية العقائدية المترفة ؟؟؟ المشكلة أنني كنت أخاف من تللك العبارات كخوف الأطفال أنفسهم منها لدرجة أنهم حفظوها عن ظهر قلب ... لا يهم ها نحن نكبر ونكتشف غير ذلك ولعل أطفالنا سكيتشفون ما قد أكتشفناه نحن إن امتلكوا عقول فاضلة كعقولنا ولا داعي لأن يكتشفوا ذلك يكفي أنهم سيمتلكون عقول تشبة إلى حد ما عقول تستطيع النطق بعبارة واحدة " إنا وجدنا ءاباءنا ..."
الحقيقة أنني لم أصل إلى صلب الموضوع بعد ولعل البعض منكم سيتأفف من هذه الخلاصة المحفوفة بتفاصيل أجدها في ذاتي تحمل من الجوهرية الكثير إلا أنني لا انفك إلا أن أبوح بكل ما في خاطري لأكون صادقة كل الصدق مع ذاتي الأمر الذي سيجعل من كلماتي هذه صادقة وهي تصطدم بجدار أذانكم الداخلية ... هناك الكثير من الفضول الذي يسكن روحي الصغيرة حد الهذيان حول ظاهرة دينية تدعى
" بخطبة الجمعة " ...
فليعذرني أصحاب الدين إن لم أحسن الإتيان بلفظ أرقى فمخيلتي محدودة وأنا أؤمن حقيقة أن المصطلحات الفخمة هي من تضيع التفاصيل الجوهرية للموضوع ... عموما ليس لنا حاجة لذكر مدى إهتمام العماني بهذه الصلاة يكفي أن تذهب لأقصورة أحد المساجد في يوم الجمعة وتعد عدد نعلان المصلين ~أعزكم الله~ فلن تكون هناك أية مشقة في الحساب فبمجرد أن تمسك بأطراف أنامل أصابعك العشرة وتبدأ بالعد 1 2 3 4 ...الخ
ستتمكن من تحديد العدد الصحيح ، ولا تأخذك الغلبة في عدم معرفتك وإلمامك بالحساب فهي رهط من الأحذية لا أكثر ...
ولكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـن!
ما دفع حرفي للإنسياب عبر شاشاتي وألزمني أن أكسر أطراف أصابعي وأنا أضغط على لوحة المفاتيح هو ما آلت إليه " خطبة الجمعة "
" قَبُحت الخطبة كما قَبُحَ الخطيب ..." ؟؟؟؟؟؟؟ سألخص لكم أيها الأفاضل حقيقة الخطبة في عُمان رغم أنني ومنذ أن كنت في المدرسة أكره " التلخيص " ولكنه سيدخلنا لا شك في بادرة " التخليص " ..
الخطبة العمانية هي جملة من العبارات التي تتكرر في كل جمعة بنفس الإسلوب ونفس المزايا وقد يختلف موضوعها في مقدمتها إلا أنها ستلف وتدور لتصل إلا نفس المضمون في كل مرة .. يكتبها شخص حصل على 98أو 99 في مادة اللغة العربية أيام ثانويته من ثم يلقيها خريج معهد العلوم الشريعة نجح في إمتحان " كن خطيبا" ..
نفس الدعاء مع القليل من التغير ... ما يثير الإهتمام هنا أن الخطبة وكما عهدناها سبيلا للهداية ودعوة الناس للدين وغيرها من الأهداف التي أدرك يقينا أنها طبعت في مجلد خاص وحفظت في مكتبة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية " ...
بالله عليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــكم !
ما الفائدة من خطب تأخذ نسق خطب قس بن ساعدة الإيادي والحجاج بن يوسف الثقفي ؟ نحن لسنا في موقف وزمان نسعى فيه بخطبنا إلى أن نشكل مجتمع تنضح بين جنباته السطحية في الأمور ، نحن نسعى إلى الإصلاح والتذكير لا غير ... نسعى إلى طرح مشاكل تواجه شبابنا ونناقش من خلال تلك الخطب مستقبل البلاد والعباد ... ولكن جل ما تتضمنه خطبنا هي الإحتفال بالإسراء والمعراج أو بمولد النبي وفي تربية الأبناء دون التعمق إلى ما قد يصلح نفس المواطن العماني بصدق .
ما حاجتنا إلى أن نهدر الوقت والجهد في خطبة تنقصها المصداقية ، لو كنتم تذكرون أيها الأفاضل أيام حصار غزة هل نُقشت القضية الفلسطينة وواجب كل مسلم في خطبة الجمعة يوم ذاك؟ كلا هو فقط دعاء قصير لم يتجاوز الدقيقة لشعب غزة .
ما نحتاجه هو حديث يتحدث عن مشاكلنا وقضاياينا دون خوف أو حرج .لسنا بحاجة إلى خطبة تعاد في كل مرة ولا يخرج فيها المصلي بأيه فادة غير التذمر من طولها .
السؤال هل كتبت أمريكا خطبنا؟ وهل ستكتبها ؟
سيتهمني البعض بالإنحيازية والتحدث دون المعقول ولكن إسألوا كل مصلي يخرج من خطبة الجمعة هل أستفاد منها بحق ؟ أؤكد لكم لا ... لم يستفد .
أن كان موضوع الخطبة هوما سيعيب خطبنا فإن خطبانا سيفسدوها لا محالة .. خطيب يمسك بورقة الخطبة مطبوعة لدرجة أنك ستحسب أن الورقة قد لصقت بجلده حتى لا تقع خوفا من أن يضيع استرساله في الكلام ... لم يسبق أن سمعت بأن الخطيب يمسك بورقة يقرأ منها ما سيلقيه على المصلين ...البتة ! وإن كان الموضوع بهذه البساطة لما لا نجعل من أطفال المدراس خطباء لنا فهم يعرفون القراءة أيضا؟؟!!!
الحقيقة لسنا بحاجة إلى رجل لف رأسه بعمة تكاد تخنق رقبته وطوّل من لحيته إلى أسفل البطن ... لسنا بحاجة إلى خطيب يصرخ إذا ما وصل إلى عبارة " يا عباد الله" أو " يا ايها الذين ءامنوا " ..
نحن بحاجة إلى خطيب يهز الآذان لا بعلو صوته وإنما بقوة كلمته ... نحن بحاجة إلى خطيب يلقي الخطبة استرجالا لا ينقلها نقلا من ورقة كتبها غيره.
أي نعم! هناك شروط للخطبة وعبارات يجب أن تقال وأخرى يجب أن يُعفا عن الإتيان بها ولكــــــــــــــــــــــــــن!
لما لا تكون الخطبة استرجالا ..؟؟؟!! ثم أنني لا أرى حاجة لأن تكون الخطبة بالعربية الفصحى بحتةً ، ويستخدم فيها من الألفاظ الفخمة الجزلة ما يتوه به المستمعين إليها ..لما لا تكون باللهجة العمانية العامة حتى يفهمها من استمع إليها فنحن هنا لا نأمل في إعطاء حصة نحو أو حصة في اللغة العربية إنما نأمل في الإصلاح ومناقشة ما يهم المجتمع ، فكما قيل الأحمق من تحدث بلغة لا يفهمها الناس ، ولنقل أن العربية الفصحى هي الخيار الأمثل إذا يجب أن يكون الخطيب عارفاً بالنحو فلا يضم ما يكسر ولا يجر ما ينصب ولا ينطق بكلمة في غير موضع نطقها .
عموما هي مسألة رأي لا أكثر وأنا لم أكتب إلا لأنني متقينة من كل كلمة كتبتها وليس حديثي محض ترهات من حديث عقلي صنعه خيالي أنما هو واقع نأسف عليه ، والخيار لكم في تقبل الموضوع أو رفضه وتأئيده أو معارضته ....